موسوعة العرب

موسوعة العرب

البقاء لله سبحانه وتعالى، غيب الموت عملاقاً من عمالقة وطن الثقافة الشيخ عبد الله بن خميس في يوم الأربعاء الموافق 15/6/1432هـ، بعد استرخاء مع الشيخوخة على السرير الأبيض في رتابة التعامل مع التقدم بالسن وحفظ أناقة الأديب، بالصمت الذي يفجره هاجس مبعثه التفاعل مع حياة النطق وحب الحديث عن هموم الفكر تحت ضغط انعدام الوعي في بعض الحالات، وأنامل تلتف على خصر قلم اعتاد أن يكتب به وعندما يتحسس فراغا بين الأنامل يود الإمساك به.. إنه الطموح الذي أيقظ فتوة الشباب ودفع بها إلى توطين معالم الفكر في إيجاد صحيفة وكتاب وإبداع وتاريخ رحل وتركه للبقاء محفوظا برعاية كل حب التطلع والاستطلاع مادام للحياة بقية، والكون عامر بسماء تكتب على عزته الكواكب مسيرتها وفق ما تقتضيه دائرة الشمس.. 

في زمان كانت لقمة العيش هم المواطن كان يقتات وجبة البحث والتدقيق عن تاريخ هذه البلاد المقدسة، كان يقاسي من شظف الحياة ويسعى لتحقيق الأهم من أجل أن يكون الخلود في مثل هذه الصورة لأعمال جليلة أصبحت القاعدة الأساسية لبناء تاريخ مجتمع فكري وثقافي وجغرافي وإبداعي طاول عمالقة كل زمان وتجاوز الكثير منها بالشعر والنثر والبحث والتدقيق بدأت بالأدب الشعبي ومن القائل وتاريخ اليمامة وحديث السمر وراشد الخلاوي وأهازيج الحرب والمجاز، وصحفي شكل البنية الأساسية في سباق الصحافة والكثير من الأعمال الجليلة الخالدة.. لذلك هل نقول مدرسة، بل أكثر من ذلك، إنه جامعة تمنح الدرجات العالية للمثقف والأكاديمي والمفكر.. هذا أقل ما يقال عن أديب، بل أستاذ جيل صنع الكثير من المهام التي لا تنتهي، وأن فقده فاجعة لا يخففها إلا بقاء أثره بيننا وبين الأجيال القادمة. 

طودٍ هوا من قمة قد بناها

من سابق الأيام بالفكر والمال

 

سهل مسالكها على من رقاها

هاذي معالمها على راس ما طال

 

فنار نورٍ عالي مستواها

ينجا بها اللي مخطـيٍ مقضب الجال

 

ليا ضاعت افكار الأديب وقرَاها

يلقابها مجمع حكم روس الأمثال

 

تاريخ وأخبارٍ يوثق عراها

بالبحث والتدقيق في جل الأعمال

 

والضايعة في كل فنٍ لقاها

وثبت مصادرها على كل الأحوال

 

والكتب بالتأليف يثري ثراها

عن الهدا والدين والحق ما مال

 

آراء وأفكارٍ يذري ذراها

صدقٍ ومصداقيةٍ تشـرح البال

 
لب اللباب بمختصـر محتواها

على مواطن غايب البحث تنهال

 

منا عليه النفس تنقل عزاها

لاهل الفكر واهل الثقافة والانجال