مات "سعد" الهلال...

موت عبد الله بن سعد ... يشبه موت الأخ لكل رياضي وهلالي، لحزنه خيمة خاصة يجبرك على الدخول في محيطها والنظر الى اروقتها خاصية لعبد الله ايضا.. 

هذه المرة قرع الحزن كل الأبواب الرياضية وتعطلت لغة الكلام، ليلة كان الهمس صوتا مدويا في حاسة الايمان بالقضاء والقدر، ليلة النبأ هاجس أفصح الحديث عنه في أكثر من صيغة، ليلة كان اليقين مسامير الدهشة، كان الحزن أسمه عبد الله بن سعد.

هذه المرة جاء الحزن على حصانه ومعه سيف أسود يعزي ويتقبل العزاء في وجوه الكلام، خبر.. وفي ملامح الخبر..  موت، والبقاء لله.. وجاء مجد الهلال يحفر الخطوه يتهاوى وقد لف على راسه عصابة بيضاء ومد يده وصافح كفا لا حراك فيها وبعد ذلك قبل جبينه ونهض واستقام واقفا ثم مات كما تموت الأشجار واقفة.. 

عبد الله بن سعد رحمه الله، في سبيل خدمة وطنه من خلال أكبر مؤسسة رياضية لفظ أنفاسه الاخيرة وهو يمارس عنفوان المواطنة وحب الوطن والرياضة، جفت المحابر والتاريخ لم يستكمل كتابة مجد رجل.. وحضارة ناد.. وأه.. من صمت التاريخ.. منابر الموت لها ضجيج صامت يحبس الصوت ويفجر الألم ويستدعي كل حالات الدهشة ويختفي.. 

أبا فيصل.. سلام عليك يوم ولدت..  وسلام عليك ليل تموت..  وسلام عليك في القبر والنشـر.. سلام عليك ورحمة من الله ندعو لك بها بقلوب بياضها أشد من بياض شمس الظهيرة...

وبعد..  وبعد.. 

قبل وفاته رحمه الله أحسست برغبة عارمة ولهفة للحديث إليه..  ومشطت قرص الهاتف وادرت رقمه..  ودخل صوته الى مسامع هاجس دفعني لمحادثته.. عن الهلال، ويوم مجيئه للهلال من بيت الهلال.. يوم بسواعده عالجه حتى طاب ودفن قبرا كنا ننتظر ان يدفن فيه!! 

جاء الى النادي من أعماق النادي يحمل تصورات كبيرة كانت احلاما لم يصدق بها أحد، وكان معظم القوم يقولون أحلام شاب وشباب دافعها الطموح وستنتهي كما انتهى غيرها من الأحلام.. ولكن لأن أبا فيصل مدرسة طموح وحاضر رؤية دعم نظرته ومرئياته حتى قدر له الثبات وازاح عن صدر هلال المجد صخرة بلال.. وانطلق هذا الشاب يخطط بمفاهيم الكبار وينجح حتى أصبح اسمه مجداً للهلال وقلبه حيوية العطاء وماله وقود الهلال، ومقابل هذا كله كسب حب أوسع قاعدة رياضية لأنه أدار مجده الرياضي بمفاهيم المجد وصعد سلم البطولات وأطل من الهرم الأول والثاني وتربع على الهرم الثالث للهلال حتى توفي رحمه الله رحمة واسعة.. وقلت:

من للهلال اليوم؟ من عقب مات!

من له؟ بعد ما مات روح البطولة

عبد الله اللي ودع المجد بسكات

في ذمتي ماب أكثر الناس حوله

من له عقب ما مات روح البطولات

من كان عنده راس علمٍ يقوله

وجدي على راع الوفا والمروات

شيخ الشهامة كلها والرجولة

وجد البصير اللي يدينه قصيرات

يروم شيءٍ وعاجز لا يطوله

على ولد راع العلوم الجميلات

بدر أفل قدام ساعة أفوله

 

مشاعر من قصيدة كتبتها في فقيد الرياضة وفقيد الشهامة.. وفقيد الحب والعطاء الامير عبد الله بن سعد رحمه الله رحمة واسعة 

الاثنين 5/5/1415هـ - الرياضية عدد 2567