ما.. مات.. تركي

ما.. مات.. تركي

كيف أمسك بقلمي؟ وكيف أرتب افكاري المتزاحمة على نفق العبور إلى فضاء مملكة ذكر المحاسن لفارس ترجل عن حصان العطاء قبل أن يسبقه القدر والحمد لله رب العالمين يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية صدق الله العظيم وإنا لله وإنا إليه راجعون ... 

تركي العبد الله السديري قامة شامخة من أجل الفكر والثقافة والصحافة، تنازل عن كل المغريات الاجتماعية بكل مميزاتها وامتهن الصحافة لأنها تمنحه احترام خصومة واحترامهم له، أسكنه الله فسيح جناته لم أر قبله من رواد الفكر من صمته أفعال مترجمة على أرض الواقع بما يمتلكه من مميزات فريدة في تخريج الفكر ورؤية العقل عندما تتفق مع المنطق، عندما كانت مؤسسة اليمامة تنتج الرياض ومجلة اليمامة ورياض ديلي أطلقت عليه رئيس الولايات الصحفية آنذاك، وعلى مدار هذا العمر الصحفي المديد شـرفني الله بمزاملته في المؤسسة، وأطلق عليّ لقب شاعر المؤسسة، وعندما وقع أمير الرياض - انذاك - الملك سلمان حجر الأساس لمبنى المؤسسة الحالي ارتجلت قصيدة قلت في شطر منها: "اللي بيدك قلوبنا ما هو الطوب"، وقد استحسن الزملاء هذه القصيدة وجاء اللقب، اليس المهم ذلك بل المهم أكثر أن المعايشة مع هذا العملاق كانت واليمامة على جسـر الخليج، وكان الداعم الاستمرار مجلة اليمامة لنقلها إلى مبنى خاص بالملز حتى اكتمال مبني المؤسسة في عام 1414هـ، وحفل الافتتاح بذلك العصــر الذهبي للصحافة واستمر العطاء وتحقيق النجاحات الأول تلو الأخر وشهد له الجميع بذلك والرجل صاحب عطاء متميز وجهد كبير، أطلق عليه خادم الحرمين الشـريفين الملك عبد الله لقب "ملك الصحافة"، وقد كتبت في مشاعر خاصة تنشـر لأول مرة وقلت: بعدها عصفت الأحداث بمجلة اليمامة عشقه الأبدي واتفق أعضاء الجمعية العمومية على إيقاف صدور اليمامة كتبت له هذه الرسالة وقلت: وبعد اطلاع الزملاء على مشاعري قدموها كلوحة. وعندما كان رئيس تحرير مجلة اليمامة الأستاذ سعد الحميدين تأخر طباعة اليمامة ولما علم الأستاذ تركي أمر بإيقاف مطابع الرياض من أجل أن تطبع اليمامة وتصافح القراء كالعادة وقلت قصيدة منها: "أربع مكاين لليمامة يصفون".

ومواقف نبيلة كريمة لا تنسى، ضمنتها كتاب ذكرياتي الذي سيصدر بحول الله قريبا.. إنه الرمز الفاعل المرفوع بالعطاء الذي لا يقف على حد وفق منظومة الفكر الحديث، أما مواقفه الإنسانية فلا تعد ولا تحصـى ليس مع موظفي المؤسسة البالغ عددهم أكثر من ألف في مهام موزعة بل خارج أسوار المؤسسة بما أقف عليه ولا يتسع المجال لذكره. وأختتم بمشاعر كتبتها آنذاك عندما تزعم مؤسسة الفكر والصحافة وقلت:

من يزرع المجد ما ماتت مهماته

لوكان حدر الثرى التاريخ يفخر به

 

ما مات مجد تصبحنا عطاءاته

اللي بعد خطة التطوير في دربه

 

في واقع الأمر ما غطو مساحاته

في بعد تركي ولا والله في قربه

 

ركب الحضاره تنور به ولا فاته

في مشـرق الكون والا اليوم في غربه

 

مجد الصحافه رفع به روس هاماته

- المنتصــر - كل ما خاضوا معه حربه

 

ما هيب تكثر عن التحديث لا آته

وما ينقطع من مواصلة الرقي سـربه

 

أجمل حديث الثقافه في مساءاته

كل يبي يطلب الخلاق ينصــر به

 

نجم اليمامه تلألأ في سماواته

مؤسسة فكر راس القوم فكر به

 

الركب قاده لمجدٍ وثق وصاته

ثابت مبادي ولو طالت به الغربه

 

على مهب الفكر يطرح خياراته

ورأيه ترى رؤية الأفذاذ تكثر به

 

ودع وبلغهم جميعٍ تحياته

غير القضا في سباقه ما تعذر به

 

الله يسكن فقيدتنا بجناته

وترضى من الله بما يكتب وقدر به