الله يرحم سلطان

الله يرحم سلطان

يضحك حجاجه ضحكة الحي للحي      

لولا الكفن مدوا له الخط يقراه

 

تقول كنه سالم ما كل شي

للموت نور في ملامح محياه

 

خيم الصمت على المملكة العربية السعودية في يوم السبت، كان الخبر أشبه ما يكون بدهشة تعقد اللسان وتصلب النظر وتموت في الملامح، الموت غيب مؤسسة الخير الإنسانية ولي العهد سلطان بن عبدالعزيز الذي أيقظ طموح الآباء وتربى الأبناء على خطابه الإداري والعسكري والديني قبل كل شيء على مدار أكثر من نصف قرن وهو حلقة الوصل والاتصال بين المواطن وهمومه والعربي وعروبته والمسلم وإسلامه والعالمي بفكره وتقنيته العالية، سلطان الذي بعد ما غيبه الموت وتحدث الصمت الإعلامي المطبق عن إنجازاته على كافة المستويات توثقت علاقته بالدين والمليك والوطن والمواطن لتكون أكثر متانة وصلابة من ذي قبل، الأمير سلطان الذي جعل من الإسلام شعلة سلام وفق مشاريعه الإنسانية ليسلم على يده من إفريقيا فقط أكثر من سبعين ألف اعتنقوا الإسلام ناهيك عن شـرق آسيا وأوروبا وأستراليا، الإسلام الرابط القوي بيننا وبين الله جل جلاله.. المؤسسات الإنسانية الراعية للأيتام داخل الوطن وخارجه وذلك وفق مصاريف باهظة تدار سـرا وبدون روافد إعلامية لا حرمه الله الأجر والثواب، ورسالة منهج الحكم السعودي تقوم على الإسلام والسلام اللذين هما الوجه الحقيقي لقياداتنا بهذا الوطن المقدس.. وتلك الجوانب الخفية من شخصية فقيد الإسلام والمسلمين.

إنه الرجل القيادي المحنك منذ نعومة أظفاره عندما ولاه الملك عبدالعزيز قيادة الحرس الوطني ومن ثم إمارة العاصمة الرياض.. ورث عن عبدالعزيز الحزم والشفافية معا.. وكان اليد اليمنى لكل الملوك من إخوانه وفي كل حال لا تفارق محياه الابتسامة بذلك المحيا، وما هو إلا وزيرا للدفاع السعودي المنشأة العسكرية ذات السمات المتجددة بالأجهزة المتطورة المذهلة. والحديث عن سلطان الخير لا ينتهي ولن ينتهي، لأنه بين ملفات الذاكرة المعاصــرة استقر فيها بدون إذن مسبق.. وعزاؤنا لخادم الحرمين الشـريفين الملك عبدالله والنائب الثاني الأمير نايف وأمير الرياض والأمير خالد بن سلطان وكل أبناء الملك عبدالعزيز والمواطن السعودي والعربي والإسلامي بكافة أطيافهم وإنا لله وإنا إليه راجعون.. 

بغيت أوقف دمع عيني ولا طاع

غصب علي هلت ما هيب أمغصوبه

 

أقوم وأقعد من نبا العلم مرتاع

أكذبه نوبه وأصدق بنوبه

 

ومرٍ أحاكي به رهيفات الأسماع

ونفسـي على شفٍ تبيه أمغلوبه

 

كلٍ يقول العلم موحيه هالساع

موته موكد والبيان اعلنوبه

 

الله يرحم يا عرب طايل الباع

آمين.. ويقبل شعبنا ما دعوبه

 

رايه له الأرياء تسلم وتنصاع

يدلهم درب خفي ما دروبه

 

لو العمر يهدا ويشـرى وينباع

ما مات سلطان العرب والعروبه

 

فداه من يمشـي بروحه على القاع

لو كانت أيام العمار أمحسوبه

 

غيث النفوس لجام مخطين الأسناع

تصعب على غيره مسالك دروبه

 

بره ببوه أمعزي الدار ما ضاع

بالمنجزات العوب يكسيه ثوبه

 

فكرٍ نظيف وخطة الهام وابداع

وتطور يبرق وتبهل نصوبه

 

وعند العرب لو تختلف بعض الأوضاع

تلفتت روس المخاليق صوبه