فقد أبي فيصل

فقد أبي فيصل

لم يكن صاحب السمو الملكي الراحل الأمير عبدالمجيد -رحمه الله- رجل دولة عادية يحكم قطاعة جغرافية معينة، بل كان من أميز رجالات الدولة في شخصه المحنك ذي الباع الطويل في أعمال الخير والالتصاق بهموم الناس. والميزة الأخرى التي ميزت إمارة عبدالمجيد هي (عبقرية المكان) إذ تميز انه اول من تسنم قيادة أقدس مدينتين إسلاميتين هما مكة المكرمة والمدينة المنورة.. اللتان تهفو إليهما أفئدة ملايين المسلمين.

وإذا كان الراحل بعدله ونقاء سـريرته فإن ذلك ليس بغريب على آل عبدالعزيز الذين تربوا في بيت مؤسس هذا الكيان العملاق الذي عرف كيف يحسن تربيتهم ويجعلهم يهتمون بدينهم وإضافة إلى تطوير وتعمير ورقي بلادهم وحياة الناس من حولهم...

والأمير عبد المجيد -رحمه الله- كما نعرف جميعا صاحب مواقف إنسانية مشهودة بأعمال الخير والبر وإغاثة الضعفاء الملهوفين الذين ذرفوا الدمع السخين عند سماعهم بخبر وفاته.. فلقد كان الراحل نعم الأب الرحيم والحاكم العادل والنبراس الهادئ وصاحب الأيادي البيضاء في مرافق متعددة غير قابلة للحصــر في هذا المجال الضيق، كما كان الراحل يمتلك القدرات الفذة في بث الحيوية في الأعمال الإدارية مثلما فعل في مجالات الرياضة والصحافة والإعمار بدءا بحرم المدينة الذي شهد في عهده التوسعة الهائلة. لقد كان أميرا ناجحا بكل المقاييس الإدارية والإنسانية، وللشعر حديث هنا عله يغطي بعضا من جوانب هذا الراحل العملاق.

جتني الأخبار في هاك الصباح

جابها العاجل على الخط السـريع

 

آه من كبر الفجيعه والجراح

ومن همومٍ خيمت في كل ريع

 

استبد الحزن في صدري وفاح

يشتري كل الهموم ولا يبيع

 

الخبر يوم الخبر جانا وراح

جرحنا من فقد أبو فيصل وسيع

 

بالحرم يوم الحمام الصبح ناح

كن قلبي ضاربه حدٍ وريع

 

نايحٍ حزنٍ على طير الفلاح

نحت نوحه قدر ما كنت أستطيع

 

وطاح دمع العين فوق الخد طاح

وأنهدم بي بالعزاء سدٍ منيع

 

ذاكرٍ منهو لطايحنا فياح

جعل بره عند ربه ما يضيع

 

من كسب بالطيب والعفه وشاح

نطلب له رحمة الرب السميع

 

مجد عبدٍ للمجيد أصل الصلاح

ومقدم الخير له رأيٍ فضيع

 

هو فنار الطيب وأسـرار النجاح

كلها الله فيه جامعها جميع

 

من كفاحٍ راح عمره في كفاح

وللامارة بالحرم شأنٍ رفيع