في خاطري

يقوق ابن دريد:

هجرتك لا قلى مني ولكن

رأيت بقاء ودك في الصدود


هجر الحائمات الورد لما

رأت المنية في الورود


تفيض نفوسها ظمأً وتخشـى

حماماً فهي تنظر من بعيد


مقطوعة كتبها الشاعر بصدق، لأنه استشف الصورة من الطبيعة وأجاد في رسمها، وأصبحت حجة لمن يريد أن يختبئ في مكانها.

دائماً أقرأ هذه المقطوعة وتشدني، ولكن الموقف الذي تجسد به شعور ابن دريد لم ينتابني، بل عشت النقيض تماماً لأقول:

لبيت رغبة واحدٍ من دناياك

ولعبت بي لعب "البزر" بالكعابة


ودفعتني عربون بيعٍ لمشـراك

وخليت قصـر آمال حبي خرابه


فطنت فيني عين هذا وهذاك

ناسٍ يحبون الحكي والطلابه


والناس تبحثني تبي تبحث أقصاك

"برق العبي" قالوا قديمٍ تشابه


وأودى بفارس رغبتي فيك مبداك

وشيعت جثمان الأمل في ترابه


واللي بقلبي لك من الحب يفداك

قفت بغوج الياس تالي ركابه


في خاطري لي عانق الطيف ذكراك

دورت غيرك هاجسٍ والتهى به


قربك تساوا في عيوني وفرقاك

وما لون الموقف معك يا هلا به


ما والله أسقي روضة القلب من ماك

كفنت حبٍ تبذره به ترابه


أخدع ودور واحدٍ يتبع رضاك

بدا خداعك حبنا وانتهى به