قلب واحد

التاريخ لا يقف إلا للمجد، ولا يكتب على صفحاته سوى تلك الأفعال الباهرة لرجال أفذاذ وضعوا بصمتهم في جبين المسيرة البشـرية الوثابة أبدا نحو التحضـر والتقدم. لذا فإن احتفالنا وغبطتنا بيوم التوحيد الوطني تمثل وقفة اعتزاز وشموخ بالدور الرائد الذي قدمه الملك عبد العزيز باني هذا الصــرح العملاق لوطن كان في مهب الريح.. تتقاذفه الأنواء ويحيط به الطامعون من كل موقع ومكان، ولكن ذلك - البطل الفذ بحنكته ودهائه ودبلوماسيته استطاع أن يوحد هذه الجزيرة العملاقة على ركائز متينة تقوم على شـرع الله والهدي النبوي وتعاليم الإسلام السمحة.

وتلك الوحدة الوطنية التي ازدادت رسوخاً على مر الأيام على يد أبناء الملك عبدالعزيز البررة الذين استطاعوا أن يسيروا على ذات المنهج المتميز بالعلاقة الحميمة والمباشـرة بين الحاكم والمحكوم مازالت قوية النسيج متماسكة البنيان ضارية الجذور تسير في خطى المستقبل بثبات وتبني الأجيال القادمة بتوثب يجدد تأصيل ملحمة التواصل.. ولأن الشعر الشعبي يمتلك حق التعبير عن شجون يوم الوحدة قلت:

أجمل الذكرى على مر الليال

يوم ذكرى وحدة الدار الكبير

وحدةٍ يرفع بها روس الرجال

قايدٍ في معترك شعبه خبير

من سموم الشمس في كن الظلال

عدل حكم للكبير وللصغير

ما ترك لموقظ الفتنه مجال

جود التوحيد بالعقل البصير

الملك عبد العزيز بكل حال

بالقلوب المؤمنة حبه خشير

من جنوبٍ وحد الدار وشمال

وشـرقها والغرب به فضل كثير

وحدة التوحيد عنده راس مال

وبالشـريعة والأمن قر القرير

وانتحى شعبه على الكسب الحلال

وأكثر أعداهم يخير ويستخير

قلب واحد ما بها شك وجدال

وصف واحد عند تطنات النذير

وساقوا الفنجال من صفر الدلال

للملوك اللي تتابع بالمسير

 

يتبعون أثره شغاميم العيال

بين مامورٍ من الأبناء وأمير

واستتب الأمن في روس الجبال

ارع نبت الوسم وأشـرب من غدير