سلطان الإدارة

كيف يمكن وصف الندى؟ أو الحنين؟ أو ذكريات الرعشة الأولى في هذا الزمن العربي المتشظي؟ من يستطيع الآن أن يقول ما قاله الشاعر الإنجليزي (كيتس): من غير الحب ليس هناك شعر ولا موسيقى ولا غناء ولا فن من أي نوع؟ يدق قلبي الآن.. ا كيف أدخل إلى وصف رجل عظيم صافحته في مؤتمر (عروسته / المراعي للخطة الخمسية؟).. وردوده الفاحمة الواثقة، المدججة بالمعلومة؛ ذكرتني بقول أبي الطيب في مدح علي الطائي: 

 

فصيحٌ متى ينطق تجد كل لفظة

أصول البراعاتِ التي تتفرعُ

بكف جوادٍ لو حكتها سحابةٌ

لما فاتها في الشرق والغرب موضعُ

 

إذاً ما الذي يمكنني قوله عن الحضور البهي والشفافية، والتعامل الإنساني الراقي مع البشر - مثلما لاحظت؟ وربما لا أكون في حالة مبالغة إذا قلت إنني دوما أشير إلى عظماء هذه الأرض الطيبة    - في نظري - الذين أحبهم كثيراً هم فيصل بن عبدالعزيز في الحنكة والدهاء السياسي، وحمد الجاسر في البحث المعرفي، وعبدالكريم الجهيمان في التراث الشعبي ود. الغذامي في النقد ومحمد الثبيتي في الشعر المعاصر وإن تفوق عليه محمود درويش، وسلطان بن محمد في فن الإدارة والاقتصاد.. وإن لم يتفوق عليه عربي في هذا السياق، ولو انتبه أولئك الذين (جرجرونا سنينا وراء الشعارات والتنظير) لأهمية الاقتصاد المترابط الاقتصاد البيني - كما تفعل المراعي - وقائدها - لتجاوزنا منذ عهود نكساتنا المتواصلة التي أوصلتنا إلى عودة الاستعمار. لا يكفي يا سيدي- وأنت سيد العارفين أن أقول لك كلاما ممتلئا بالمديح - الفج- لكنني أذكر ما قاله الطيب صالح ذات سؤال - لماذا يحبكم أهل الخليج؟ فرد: لأن أهل الخليج کرماء، ونحن نستحق ذلك! لكنني أقول لك يا سيدي ما يلي:

 

أيها العظيم

الشامخ مثل الفجر

المضيء مثل قمر براري نجد في الشتاء

الواهب للزنابق أمسيات الحليب

أيها القادر على التحليق فوق صغائر البشر

"زغب الحواصل" في ارتباك أرائك المقاهي 

لمدة تجلس قرب البحر

أيها السامق

لك التجلة والاحترام.. وعطر السواحل

وامتزاج أناشيد الرعاة بالحقول

فأنت أمير الندى والشفافية

ولك شموخ الصقور وعنفوان الخيول

وبهاء الظباء. 

 

لوفيه خمسة بالعرب مثل سلطان

شفت اقتصاد بلادنا بالعلالي

 

شهمٍ كريمٍ طيب اخلاق وانسان

من طيب أبو نايف تطيب الرجالي