الجزيرة والمملكة وصيد الحيتان

في زمن المعلوماتية والإنترنت أصبح من الصعب جدا على من يحاولون إثارة الفتن أن يجدوا طريقا وسط الناس. 

وقناة الجزيرة التي تدعي دوما المصداقية شاهد على انحسار الرغبة لدى الناس في مشاهدتها بسبب "العهر" السياسي والدعارة الفكرية التي تمارسها وهي كما قال أحد الزملاء "كاباريه" سياسي لا يختلف فيه المشاركون عن قنوات إثارة الغرائز سوى أن ليس هناك راقصات يقمن بالتعري ليتم اكتمال حلقات الإثارة من جميع جوانبها.

إن المتابع للقنوات الفضائية الغربية في البرامج الحوارية يجدها دوما تعتمد على الرأي الرصين المدعوم بالمعلوماتية وليس الشائعات ومحاولة نشـر الفتن أو البحث عما يثير الناس ويجذب الانتباه حتى ولو كان غير صادق وزائف.. 

لقد انخفض حماسنا جميعا كمشاهدين لمتابعة برامج مثل الاتجاه المعاكس وأكثر من رأي.. لأننا عرفنا تماما "الطبخة" وعما سيتحدثون حتى قبل بداية البرامج.. هل أفلست هذه القناة؟! أم أننا كمشاهدين قد أصابنا المال من كل شيء غامض. ومن رداءة استراتيجيات ومخططات بعيدة المدى ومن الواضح أن النجاح الذي حققته إذاعة أوروبا رقم واحد في تفكيك الاتحاد السوفيتي لا يمكن أن يحدث في أوساط أمتنا العربية الإسلامية ذلك بسبب بسيط في غاية البداهة. هو أن الإسلام هو الجامع الأكبر للعقيدة كما أن شعوب هذه المنطقة لا تعرف الإلحاد والشيوعية، والإسلام فيها هو الطريق القويم المؤدي إلى حياة اجتماعية متميزة متفردة.. لن تفلح الشعارات في تفكیكه. 

ويلاحظ التركيز حول البحث عما يثير العالم العربي والإسلامي تجاه سياسة المملكة أو الحديث بالكذب والافتراء عن أولاة الأمر فيها بانتهازية فجة وعدم مصداقية اضحى جزءا أساسيا من برامج هذه القناة.. 

حتى ولو كان الحديث أو الحوار عن قضية صيد الحيتان عند الإسكيمو أهل البرد والثلج فلابد من إدخال المملكة وما قامت به من محاولات لمنع صيد الحيتان!! رغم أن المملكة لا علاقة لها بصيد الحيتان من قريب ولا بعيد، ولكن التعريض بثقلها العالمي في محاولات بائسة ويائسة لن تفلح بها هذه القناة المشبوهة، ولأن للشعر رأياً آخر قلت:

متى تصبح دارنا طلعة سهيل

أمكذب الحساب وأهل الحسابات

الله يمحي سكة النجم أبو ذيل

اليا طلع تطلع على الناس الآفات

ويصير به للكذب درب ومداخيل

حسيبه الخلاق رب السماوات

نجمٍ ينشمي بارد الذهن والحيل

وناسٍ يحسبون الحرايب سلامات

على العدالة رجحوا كفة الميل

بالزور والبهتان ما به مراوات

أهدافهم تشويه روس الرجاجيل

اللي لهم بالمجد صوله وجولات

مفتعلة الأحداث بالحط والشيل

وبرامجٍ قامت بنشـر الدعايات

ويوم افلسو ما همهم طفحة الكيل

عصابة التهريج بنت العصابات

على العروبة والعرب تركب الخيل

وعلى عقايدنا يشنون غارات

وما همنا نبح الكلاب المجاعيل

أهل الفتن والكذب وأهل الشعارات

إلى ركبنا خيلنا في طرف ليل

بانت فعول أهل الكرم والمروات

على النقا شـرابة البن والهيل

قومٍ لهم بالطيب والفعل عادات

                                                                                       مجلة اليمامة – الأدب الشعبي

                                                                                       12/5/1421هـ