اشرب الفنجال يا وطن

اشرب الفنجال يا وطن

تحتسي "فنجال" الذكرى ليوم الوحدة والتوحيد الوطني، وندعوه من أجل أن يتكئ على معالم الطموح الحضاري ويمد يده اليمنى من أجل أن يأخذ "الفنجال"، ويرشف منه الرشفة الأولى، ويسترخي قليلاً ويدع الخيال يمتطي صهوة الذكريات، ويستعيد شـريط "المصمك"، يوم الفتح الأول حيث كان البطل والبطولة.. ومن ثم يرشف الرشفة الثانية وينظر إلى الأفق بتروٍّ ليرى يوم التوحيد والوحدة السعودية، وواقع قيام الكيان، وبعد ذلك يستعد للرشفة الثالثة ويأخذ نفساً طويلا جدا.. ويتصور الطموح السعودي، كيف بدأ من الصفر وتجاوز كل العقبات، في ظل التحدي الأممي الحضاري، واستطاع أن يأخذ مكانه الطبيعي في مدة زمنية وجيزة.

"اليوم الوطني السعودي" أول خطوات الانطلاقة التنموية في كافة المجالات وعلى جميع الأصعدة، تأخذ منه الدلالة العميقة الواضحة في منهج عبقرية الملك عبد العزيز - رحمه الله - منهج الحكم والحاكم والمحكوم، وفق مشـروعية التواصل القائم على الكتاب والسنة.. وبالتالي ندرك أن الملك عبد العزيز ليس ملكا فحسب؛ بل إمامة للإسلام والسلام ومبعث اطمئنان لمستقبل أفضل يحكمه وعي العقيدة ووعي منهج الحكم.

إن يوم الوطن السعودي يوم مهم في تاريخية هذا البلد المقدس، محط أنظار مسلمي الأرض ورابطهم الروحي القوي، الذي تكمن في مبادئه وسلامة تطلعاته، وبعد... وللشعر الشعبي مجد في الحديث عن هذا اليوم:

يا وطنا ثوبك المجد باليوم الكبير

وعرش عزك يا وطنا على روس الرجال


فوق هامات الكواكب مثيرٍ مستثير

غترتك عدل النوايا وهمّاتك عقال


لثموك ملوكنا بالوفاء نفح العبير

ودخنوك بمجلس الشـرع بالعود الحلال


في ظلامك صبو النور بالعلم المنير

وأنورت بك غايةٍ فض حاضرها الجدال


يا وطنا ما عليك أنت بالدنيا كثير

وزمزم الماء والحرم لك مدا الأيام فال


يا وطنا كلما تشتهي عينك يصير

وش تبي نفرش لك بساط من روس الجبال


يا وطنا ما نشاور بك احدٍ ونستشير

أشـرب الفنجال واطلب على القوله محال


كلنا حد بكفك من الصمله شطير

وكلنا لك يا وطنَّا المقدس راس مال


أحتزم بالحب وأطعن على الضلع القصير

بالطموح وينصــرك يا وطن رب الجلال


يا وطن يومك فنار الليالي للصغير

وبهروا بك شعبنا بالأمن بيض الدلال